من الذى خلق الله ؟؟؟!!!

من الذى خلق الله ؟
كثيرا ما يرد هذا السؤال فى خاطر الطفل عندما تبدأ نفسه (روحه ) فى الوعى ويعرف أن لكل مخلوق خالق ولكل مصنوع صانع وعندما يعلم أن الذى خلق الإنسان هو الله يتبادر فورا إلى ذهنه سؤال وهو: من الذى خلق الله ؟
جلست على الحاسب الآلى ( العقل الألكترونى ) ودخلت على الشبكه العالميه للمعلومات والمسماه ( الإنترنت ) وطرحت هذا السؤال بصور مختلفه وبلغات مختلفه وعلمت من بعض المواقع أن بعض الناس قد ألحدوا وأنكروا وجود رب لهذا الكون بسبب عدم وجود إجابه شافيه لهذا السؤال ومن أشهرهم الفيلسوف الوجودى ( برتراند راسل ) ، ووجدت ردودا من مواقع مسيحيه ومواقع إسلاميه تقول إن الله لا ينطبق عليه هذا السؤال وأن هذا السؤال ليست له إجابه ودلللوا على ذلك بأنك حين تسأل عن رائحة اللون الأزرق فإنك لا تجد إجابه لأن السؤال فى غير محله حيث أن الألوان ليست لها رائحه.
أما أنا فأقول :لو فرضنا أنك حاولت الدخول إلى موقع على الإنترنت فوجدت تنبيه يقول: الدخول إلى هذا الموقع يحتاج إلى برنامج adobe reader أو أنك حاولت حل معادله حسابيه معقده على الحاسب فظهر لك بيان يقول: الحل يحتاج إلى تحميل برنامج Cad . فهذا يعنى بكل بساطه أن الكمبيوتر (العقل الإلكترونى) الذى تعمل عليه غير محمل بهذا البرنامج ولهذا فهو غير قادر على إستكشاف الموقع أو حل المعادله . ونظرا لأن هارد كل كمبيوتر له سعه محدده فإنك لا تستطيع تحميل برنامج الإستكشاف أو برنامج حل المعادلات إذا كانت سعة الهارد لا تستوعب هذا البرنامج وبالتالى لا يستطيع هذا الكمبيوتر إستكشاف الموقع أو حل المعادله .
العقل الإنسانى له هارد مثل هارد الكمبيوتر وهذا الهارد تزيد سعته بنمو الجسم حتى يكتمل النمو عند عمر 21 سنه وبواسطة التعليم او خبرة الحياه يستطيع العقل إستيعاب برامج كثيره يمكن بها التفكير فى حل أى مشكله أو إجابة أى سؤال طبقا ونوعية وإمكانيات هذه البرامج فإذا واجه العقل سؤال مثل سؤال من خلق الله ؟ أو سؤال ما هى حدود هذا الكون؟ فإنه بالطبع لا يستطيع إجابتها لأنها تحتاج إلى برامج غير موجوده بالعقل وبالطبع هذه البرامج موجوده عند الله ولا يستطيع هارد العقل الإنسانى إستيعابها لأن الله لم يسمح للإنسان بمعرفتها أو حتى إستيعابها وقد أشار الله إلى ذلك فى آية الكرسى فى سورة البقره (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ)
أى أن الله يعلم ما بين أيدى الإنسان من علم وما خلف ذلك أى ما سوف يستجد بين أيديهم من العلم وإستطرد الله تعالى قائلا ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وهذه إشاره بأن الله لا يسمح لعقل الإنسان بإستيعاب برامج محدده تعاونه على الإجابه على هذه الاسئله الغامضه التى لابد ان يستنتج منها أنه (فوق كل ذى علم عليم) وهو الله سبحانه وتعالى فلا يغتر الإنسان بما وصل إليه من علم ويعلم أن هذا العلم هو القليل مما شاء أو أفاء الله به عليه . وأعتقد أن إجابة هذه الأسئله وما شابهها سوف تظل غامضه حتى يوم القيامه والله أعلم.
أرجو من الساده القراء التعليق مع خالص شكر على فرج