قصه واقعيه رقم (4) خصم الحافز

خصم الحافز
لا شك أنك إذا سألت قدامى العاملين بشركة أنابيب البترول ومنهم رؤساء مجالس الإداره السابقين عن أفضل رئيس مجلس إداره فى تاريخ الشركه فسوف تجد الإجابه على كل لسان إنه المرحوم المهندس/ إبراهيم حمزه ، حقا هو : فقد تفوق على أستاذه المرحوم المهندس /عبد الحميد كروش وقد ساعده فى ذلك إتقانه اللغتين الإنجليزيه والفرنسيه وتوافر جيلين من المهنسين الأكفاء وتنفيذ أكبر مشروع بترولى فى ذلك الوقت وهو خطى شقير للزيت الخام و الغاز الطبيعى وصداقته الشخصيه لوزير البترول السابق كيميائى /عبد الهادى قنديل. وعلى الرغم من قصر طوله ونحافته إلا أنه كان شخصية قويه دائمة الحركه والتطوير منزه عن الهوى والمصالح الشخصيه وكان له مستشارا من مجموعة بكتل العالميه يقيم فى المكتب المجاور له. هذا هو إبراهيم حمزه طيب الله ثراه الميت بجسده الحى بذكراه.
وقصة خصم الحافز تبدأ عندما طلب من جميع الإدارات بالشركه أن تعد كتيبا لإرشادات العمل يسمى Instruction Manual وأن يتم تقديمه لمكتب سيادته فى غضون شهر ، ولما كانت خطوط الشركه ومحطاتها صغيره والتكنولوجيا التى تعمل بها متخلفه إذا قورنت بخطى شقير المسئولان منى فقد أنهى كل المديرين كتيباتهم قبل المده المحدده أما نحن فتأخرنا عن المده وكلما سأل سيادته مدير عام المتابعه م / مجدى كامل عن الكتيبات أخبره أن شقير هى الإداره الوحيده التى لم ترسل كتيبها. وعندما إستلمت راتبى فى نهاية الشهر وجدته مخصوما منه الحوافز الشهريه ولما سألت الماليين قالوا إنها تعليمات رئيس مجلس الإداره وذهبت للمهندس مجدى وقلت له إن خصم الحافز أهون عندى من أن أكتب إرشادات خاطئه أو ناقصه لما يشمله الخط من معدات وتكنولوجيا حديثه جديده علينا ووعدته بإرساله بعد شهر.
أنهيت مع مهندسى شقير الكتيب بل الكتاب بصوره رائعه وطباعه فاخره وذهبت به وأنا سعيد لتقديمه للمهندس مجدى فلم أجده فأعطيته لنائبه المهندس واصف فإنشرح صدره عندما رأى الكتاب وقال لابد أن أعرضه فورا على إبراهيم بيه لأرى سعادته به ، ذهب واصف وعاد بسرعه ومعه الكتاب بدون الغلاف فلما سألته عن إنطباع إبراهيم بيه قال وهو يعض على شفتيه لقد قذف الكتاب فى الأرض فتمزق الغلاف وقال إرميه له .. ماذا أفعل وقد تم خصم الحوافز للشهر التالى على التوالى؟
أخذت الكتاب وجددت غلافه وتحدثت مع المهندس مجدى بالتليفون من شقير فطلب منى إرساله ووعدنى بالمحاوله التى نجحت وطمئنى بأن إبراهيم بيه إنبسط من الكتاب. أنا طبعا لا يهمنى إنبساطه بل يهمنى الحوافز التى خصمت ، هل ستصرف وهل سيتوقف الخصم ؟ .
إتصلت من عملى بشقير بالمهندس مجدى أستجديه أن يحدث إبراهيم بيه عن الحوافز، بعدها بأيام إتصلت سكرتيرة إبراهيم بيه مدام ساميه وطلبت منى عندما أنزل إجازتى الشهريه أن أذهب للقاء إبراهيم بيه وذهبت فقالت لى إنتظر فى الريسبشن .
إنتظرت وحدى وكان هناك حائط فاصل من الألوميتال المزود بزجاج لم أراه أو أسمع عنه من قبل أراه من الريسبشن مرآه عاكسه ولا أرى إبراهيم بيه بينما هو يراه من الداخل شفافا يرانى من خلاله فقلت فى نفسى أقوم لأسوى ملابسى أمام المرآه وفككت الحزام وأزرار البنطلون وبدأت أشد الفانله الداخليه والقميص حتى فوجئت بإبراهيم بيه يدخل على الريسبشن ويقول لى أنت حلو كده فنسيت الحزام والزراير حتى غادر وهو يقول خلاص عفيت عنك وبعدها علمت بحقيقة الزجاج فأصابنى حرج شديد ودعوت الله ألا يغتبرنى أبله أو نجل إسماعيل ياسين. مع تحيات على فرج