قصه واقعيه رقم (5) الألقاب الملكيه أضرتنى

الألقاب الملكيه
كنت مديرا لقطاع شقير الذى كان يشمل الإشراف على تشغيل وصيانة 200 كيلومتر من خط شقير/ مسطرد 26 بوصه للزيت الخام ، 175 كيلومتر من خط شقير/ أسيوط 22 بوصه للزيت الخام ، 200 كم من خط شقير / القطاميه 10 بوصه للبوتاجاز ، 16 كم من خط مصنع الغازات / شقير 6 بوصه للمتكثفات ، 200 كم من خط شقير/الكريمات 20 بوصه للغاز الطبيعى .
فى نهاية الثمانينات ظهرت مشكله فى خط شقير/ أسيوط الذى يمر بمناطق جبليه وعره خاليه من البشر وهى سرقة أبواب وشبابيك غرف محطات الفرش والبلوف والعبث فى بعض أجهزة الخط وبسؤالنا عن المتسبب عرفنا أن هذه المناطق الجبليه النائيه هى المأوى الآمن للمطاريد الهاربين من الثأر ومن أحكام المؤبد والإعدام وأنهم يفعلون ذلك لدفع إتاوة لهم من الشركه يتعيشون منها. بالطبع كان لابد من تصعيد الأمر لمدير عام المنطقه الدكتور عصام فطلب منى مخاطبة مديرية أمن الغردقه لوضع نظام أمنى لحراسة الخط وإفادتنا بتكلفته السنويه وكانت النتيجه 5 مليون جنيه سنويا وهى قيمه عاليه جدا رفضها رئيس مجلس الإداره م/إبراهيم حمزه .
بعد ثلاثة أشهر أخطرونى أن المهندس إبراهيم حمزه سوف يحضر ومعه ضيوف إلى شقير لدراسة تأمين الخط ضد المخربين وكان الضيوف هم مساعدان سابقان لوزير الداخليه المرعب فى ذلك الوقت اللواء ذكى بدر . وكنا قبل أن يصلنا أى زائر مهم نغسل الشوارع والماكينات والسيارات والنوافذ والمبانى فتظهر المنطقه كالعروس فى ليلة زفافها. وما أن وصل الزائرون ورأوا الموقع حتى اثنوا جميعا علينا وسعدت كثيرا لأن ذلك يصب فى سمعتى أنا بالذات خاصة وأننى كنت فى إنتظار ترقيه .
كان يرافق الوفد شاب يرتدى بدله كامله أبيض اللون ممتلىء الجسم قليلا يبدو عليه الوقار وعندما سألت عنه عرفت أن إسمه محمد عزيز والده يعمل سفيرا وكان ضابطا فى الشرطه وإستقال وتم تعيينه مديرا للأمن بالشركه فى مسطرد .
بدأت الجلسه ولفت إنتباهى جدا الألقاب الملكيه التى يستخدمها محمد عزيز أثناء المناقشه فكنت أسمع للمره الأولى لقب جنابك ولقب معاليك ولقب فخامة الرئيس تنساب على لسان محمد عزيز بكل سهوله وفكرت فى إستخدامها ولكنى خشيت أن أرتبك فى نطقها أو أستخدمها فى غير محلها مما أربكنى حتى فى إستخدام الألقاب العاديه التى تعودناها مثل حضرتك وسيادتك وكانت ثقيله على لسانى لأننى أكبر شخصيه فى الموقع فهى تستخدم لى ولا أجد من أستخدمها له.
كان الحديث يدور حول محور حراسة الخط ثم تطرق إلى سرد قصه بطلها اللواء زكى بدر وزير الداخلي المرعب، شدت القصه إنتباهى ولكنهم لم يستكملوها وعادوا لموضوع الحراسه مما دفعنى قائلا وبعدها عمل إيه زكى بدر ؟ ورأيت وجه المهنس إبراهيم حمزه قد غلبت عليه تكشيره ثم أكملوا القصه وعادوا لمناقشة الحراسه.
عاد الوفد للقاهره وفى اليوم التالى إتصلت بى مدام ساميه سكرتيرة رئيس مجلس الإداره وقالت إنه يطلب منك الحضور لمقابلته أثناء أجازتك القادمه.
أسعدتنى كثيرا مكالمة مدام ساميه فأنا أنتظر ترقيه من رئيس مجلس الإداره فإذا لم تكن ترقيه فقد تكون مكافأه مجزيه أو سفريه للخارج وتذكرت ثنائهم على الموقع وسعادتهم عند لقائنا وتذكرت ايضا التكشيره ولكنى عللتها بمغص قد يكون أصابه.
بدأت إجازتى قبل موعدها لألتقى بحبيب الكل رئيس مجلس الإداره المهندس إبراهيم حمزه وصحوت من نومى أبحث عن أجمل بدله تليق مع الأخبار السعيده التى سوف أسمعها اليوم وأيضا التهانى التى سوف أتلقاها من المحبين .
دخلت إلى مكتب مدام ساميه مبتسما وكان الباب الفاصل بين مكتبها وبين مكتب رئيس مجلس الإداره مفتوحا فشاهدنى ووجدته قام على الفور من مكتبه وأتى عندى مسرعا لم ينتظر حتى أدخل إليه وطرطقت أذنى لأسمع أحلى أخبار وأنا فى غاية السعاده والحرج من هذا الإهتمام منه الذى لا أستحقه ووجدته أمام مدام ساميه ينطلق كالمدفع قائلا: إنت إنسان غبى وبجم وفلاح ولا تصلح أن تكون مدير وقاطعته إيه يا بيه إيه اللى حصل قال: أنا بقولك أنت غبى إزاى تقول على الوزير بإسمه (زكى بدر) وهنا نسيت الترقيه ونسيت المكافأه وصرخت فيه : وإيه يعنى لما أقول زكى بدر يعنى هو أحسن من حسنى مبارك ، ما إحنا بنقول حسنى مبارك من غير ألقاب فقال : إنت ما تلزمنيش غور من هنا. وتركته وأنا أسترجع محادثات اللقاء لأتأكد من أن الألقاب الملكيه التى كان يستخدمها محمد عزيز بغزاره كانت هى السبب منه لله. مع خالص تحيات على فرج.